للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي، وكان أحدهم يطرحها في بُرْمته (١)

إذا نُصبت له، حتى اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجراً يتستر به منهم إذا صلى، فكان إذا طرحوا عليه ذلك الأذى يخرج به على العود، فيقف به على بابه ثم يقول: "يا بني عبد مناف! أي جوار هذا"!؟ ثم يلقيه في الطريق (٢).

ومات أبو طالب وماتت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في عام واحد، فتتابعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المصائب: بموت خديجة، وكانت له وزير صدق على الإسلام، يشكو إليها؛ وبموت عمه أبي طالب، وكان له عضداً وحرزاً ومَنَعَةً وناصراً على قومه، وكان موتهما قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنين. فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه قريش فنثر على رأسه تراباً، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته، فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تبكي يا بنيّة، فإن الله مانع أباك" (٣).

وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده إلى (الطائف) يلتمس النصرة من (ثقيف) والمنعة بهم من قومه، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل.

وانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى (الطائف)، فعمد إلى نفر من (ثقيف)


(١) البرمة: القدر مطلقاً، وهي في الأصل التي تُتَّخَذُ من الحجر المعروف في الحجاز واليمن.
(٢) سيرة ابن هشام (١/ ٢٥).
(٣) سيرة ابن هشام (٢/ ٢٥ - ٢٦).

<<  <   >  >>