للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان عدد الذين شهدوا غزوة (بدر) من المسلمين بضعة عشر وثلاثمئة رجل (١)، وكان عدد الذين شهدوها من المشركين خمسين وتسعمئة رجل (٢)؛ وكان مع المسلمين سبعون بعيراً وفَرَسان (٣)، وكان مع المشركين مئة فرس وعدد ضخم من الإبل؛ وكان المسلمون حين خرجوا إلى (بدر) تنقصهم الضروريات الإدارية، فدعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اللهم إنهم حفاة فاحملهم. اللهم إنهم عراة فاكسهم. اللهم إنهم جياع فأشبعهم" (٤)، وكان المشركون في وضع إداري متميّز؛ ولكنّ الرسول القائد عليه الصلاة والسلام قرر أن يخوض هذه المعركة الحاسمة على الرغم من تفوُّق المشركين على المسلمين بالعَدَد والقضايا الإدارية.

لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدِّر تمام التقدير ويعلم تمام العلم، ماذا يعنيه اندحار المسلمين في هذه المعركة الحاسمة ... في هذا الصراع الحاسم بين عقيدتين، لذلك دأب على مناشدة ربه ما وعده من النصر فيقول: "اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعْبَد"، وأبو بكر الصدِّيق - رضي الله عنه - يقول: "يا نبيّ الله! بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك" (٥).

وخرج شيبَة وعُتبة ابنا ربيعة والوليد بن عُتبة ودعوا إلى البراز، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار بنو عفراء: معاذ ومعوّذ وعوف


(١) فتح الباري بشرح البخاري (٧/ ٢٢٨)؛ وطبقات ابن سعد (٢/ ١٩).
(٢) طبقات ابن سعد (٢/ ١٥).
(٣) المرجع السابق (٢/ ١٤).
(٤) المرجع السابق (٢/ ٢٠).
(٥) سيرة ابن هشام (٢/ ٢٦٧).

<<  <   >  >>