للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- رضي الله عنه - (١)، واستشهد سبعون من أصحابه (٢)، - رضي الله عنهم - جميعاً.

وقد دفن حمزة في موضع استشهاده، ودفن الشهداء في ساحة المعركة، وقبورهم لا تزال قائمة، تدل على أروع البطولة والإقدام.

ثانياً: وفي غزوة (ذات الرِّقاع) (٣)، حاول رجل من غَطَفان أن يفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال هذا الرجل لقومه: "ألا أقتل لكم محمداً"؟ قالوا: بلى، وكيف تقتله؟ فقال: "أفتك به"! فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره، فقال: "يا محمد! انظر إلى سيفك هذا"! قال: "نعم"، فأخذه فاستله وجعل يهزه، ثم قال: "يا محمد! أما تخافني"؟ قال: "لا، وما أخاف منك"؟! قال: "أما تخافني وفي يدي السيف"؟! قال: "لا، يمنعني الله منك" (٤).

ثالثاً: وفي غزوة "الخندق" عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين بيده في حفر الخندق لينشط المسلمين، وكان ينقل التراب حتى اغبرّ بطنه، وكان المشركون عشرة آلاف، وكان المسلمون ثلاثة آلاف (٥). وازداد موقف المسلمين في المدينة خطراً بعد أن نقض يهود بني "قُريظة" العهد، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض الأنصار فقال: "انطلقوا حتى تنظروا أحق


(١) فتح الباري بشرح البخاري (٧/ ٢٨٣) وسيرة ابن هشام (٣/ ٢٥).
(٢) فتح الباري بشرح البخاري (٧/ ٨٨).
(٣) قيل لها: غزوة ذات الرقاع، لأنهم رقعوا فيها راياتهم، وقد غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، انظر سيرة ابن هشام (٣/ ٢١٤).
(٤) سيرة ابن هشام (٣/ ٢١٦)، وفي طبقات ابن سعد (٢/ ٦١): أن سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معلقاً بشجرة، فأخذه المشرك واخترطه.
(٥) طبقات ابن سعد (٢/ ٦٦) وسيرة ابن هشام (٣/ ٢٣٥).

<<  <   >  >>