للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العُسْرة، وهو جيش غزوة (تبوك) بتسعمئة وخمسين بعيراً، وأتم الألف بخمسين فرساً (١). ولما قدم المهاجرون المدينة المنورة استذكروا الماء، وكان لرجل من (غِفار) عين يقال لها: (رُومة)، وكان يبيع منها القِربة بمُدٍّ (٢)، فاشتراها عثمان بخمسة وثلاثين ألف درهم وجعلها للمسلمين (٣).

وكان للزبير بن العوَّام ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما كان يدخل بيته منها درهم واحد: كان يتصدّق بذلك كله. وباع داراً له بستمئة ألف، فقيل له: "يا أبا عبد الله! غُبِنْتَ "! فقال: "كلا! والله لتعلمنّ لم أُغبن ... هي في سبيل الله" (٤).

وابتاع عبد الرحمن بن عوف أرضاً من عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - بأربعين ألف دينار، فقسَّم ذلك المال في بني زُهرة فقراء المسلمين وأمهات المؤمنين. وتصدق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشطر ماله: أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمئة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمئة راحلة في سبيل الله، وقد وردت له قافلة من تجارة الشام فحملها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٥).

وعاد النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن أبي وقاص عام حجة الوداع، فقال سعد: "يا رسول الله! إني بلغ بي من الوجع ما ترى، ولا يرثني إلا ابنة،


(١) الرياض النضرة ٢/ ١١١.
(٢) المد: مكيال قديم، اختلف الفقهاء في تقديره، فقدره قسم من الفقهاء بنصف قدح وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز، وعند أهل العراق رطلان.
(٣) الرياض النضرة ٢/ ١٢٢.
(٤) المصدر السابق ٢/ ٣٦٤.
(٥) المصدر السابق ٢/ ٣٨٥.

<<  <   >  >>