للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أجارهمُ من بعد ذلٍّ وقلةٍ وخوف شديد والبلاد بلاقع فجاز جوار (العبد) بعد اختلافنا وردّ أموراً كان فيها تنازع إلى الركن والوالي المصيب حكومة فقال بحق ليس فيه تخالع" (١) وفي معركة (نهاوند) (٢) قاتل النعمان بن مُقرّن المزنيّ (٣)، وكان قائد المسلمين، حتى استشهد، فتناول الراية أخوه نُعَيم بن مُقرّن المزني (٤)، قبل أن تقع، وسجّى النعمان بثوب، وكتم مصاب أخيه (٥)، حتى لا يؤثر موته في معنويات رجاله.

وانتصر المسلمون، وفتحوا (نهاوند)، فجعلوا يسألون عن أميرهم النعمان، فقال لهم أخوه مَعْقِل: "هذا أميركم، قد أقرّ الله عينيه بالفتح وختم له بالشهادة".

ودخل المسلمون (نهاوند) فاتحين بعد هزيمة الفرس، وبذلك انتهت معركة (نهاوند) الحاسمة، التي أطلق عليها المؤرخون بحق اسم: (فتح الفتوح) (٦).

وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بالمدينة يتسقَّط أنباء المسلمين لا يكاد يذوق النوم إلا غراراً، فلما جاءه رسول المسلمين من (نهاوند) سأله: "ما وراءك قال: "البشرى والفتح". وسأل عمر:


(١) معجم البلدان ٣/ ١٥٠.
(٢) نهاوند: مدينة عظيمة في قبلة همذان، بينهما ثلاثة أيام، انظر التفاصيل في معجم البلدان ٨/ ٣٢٩، والمسالك والممالك ١١٨، وآثار البلاد وأخبار العباد ٤٧١.
(٣) انظر تفاصيل سيرته في: قادة فتح بلاد فارس ٩٧ - ١٠٧.
(٤) انظر تفاصيل سيرته في: قادة فتح بلاد فارس ١٢٣ - ١٢٩.
(٥) الطبري ٣/ ٢١٧.
(٦) المصدر السابق ٣/ ٢١٩.

<<  <   >  >>