للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان على رأس الروم قائدهم الكبير (الموريان) فأجمع حبيب بن مَسْلمة الفِهري أن يبيّت (الموريان) قائد الروم؛ وسمعته امرأته يذكر ذلك، فقالت له: "وأين موعدك"؟ فقال: "سرادق موريان أو الجنة". وبيّتَهم حبيب وقتل مَن صادفه في طريقه، فلما وصل سرادق (موريان) وجد امرأته قد سبقته إليها (١).

واستعمل معاوية بن أبي سفيان على البحر حين كان على الشام أيام عثمان بن عفان: عبد الله بن قيس الحارثي حليف بني فزارة، فغزا خمسين غزاة بين شاتية وصائفة في البحر، ولم يغرق فيه أحد ولم ينكب، وكان يدعو الله ألا يبتليه بمصاب أحد من (جنده)، وقد استشهد وحده بعد أن هجم عليه العدو، فقاتلوه وقاتلهم (٢).

وحاصر مسلمة بن عبد الملك حصناً من حصون الروم، فندب الناس إلى نقب فيه فما دخله أحد، فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتح الله عليهم، فنادى مسلمة: "أين صاحب النقب"؟ فما جاءه أحد! ... فنادى: "إني أمرتُ الآذِنَ بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت إلا جاء"! ... فجاء رجل فقال: "استأذن لي على الأمير"، فقال له: "أنت صاحب النقب"؟ فقال: "أنا أخبركم عنه"، فأذن له.

وقال الرجل للأمير: "إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثاً: ألا

تسوّدوا اسمه في صحيفة إلى الخليفة، ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه

ممن هو"! فقال مسلمة: "ذلك له"! فقال الرجل: "أنا هو"! فكان


(١) البلاذري ٢٠١، والطبري ٣/ ٣٠٩، واسم امرأة حبيب: أم عبد الله بنت يزيد
الكلبية.
(٢) الطبري ٣/ ٣١٧.

<<  <   >  >>