كافة، ويطلب الأمداد العاجلة لتدعيم قواته بحيث تكون مستعدة لمواجهة قوات الروم الأصلية بعد قدومها من (القسطنطينية)، ودحرها في المعركة الحاسمة المتوقَّعة.
ولا يتم له ذلك إلا بحشد قواته الضاربة في المنطقة الحيوية من الجزيرة، وعدم تشتيتها في جبهة واسعة دون مسوِّغ.
٢) ومن الواضح أن معركة أسد الحاسمة لفتح الجزيرة، بدأت بعد قدوم أمداد الروم إلى (صقلية)، وبذلك أصبح أسد يواجه جيش الإمبراطورية البيزنطية لا جيش الروم المحلي في الجزيرة، لهذا لم تكن قواته كافية في دحر جيش الروم الذي تحشد في (سرقوسة) على الرغم من ورود الأمداد للمسلمين، لأن قوات أسد كانت مبعثرة في جبهة واسعة.
لقد كان أسد يخوض معركته الحاسمة حول أسوار (سرقوسة) المنيعة، فكان عليه أن يحشد قواته كافة في تلك المنطقة الحيوية لإحراز النصر على قوات الروم، لا أن يوزعها في جبهة تمتد إلى حوالي مئتي كيلو متر من (مازر) إلى (سرقوسة) إلى (بلرم) وذلك أدَّى إلى قلب خطط أسد رأساً على عقب، فقد أصبحت خططه (دفاعية)، بينما كان يجب أن تبقى (هجومية)، والدفاع - كما هو معلوم - لا يؤدي إلى الفتح الذي هو هدف أسد الحيوي.
٣) إن إرسال أسد قسماً من قواته الضاربة إلى (بلرم)، وتوزيع قسم من قواته في مناطق أخرى، في مثل ذلك الوقت، وفي مثل تلك