للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني إلى العرش، وهزم أعداءه الخارجيين، ثم عاد إلى خلوته متنازلاً عن العرش. ولكن جنود الانكشارية في (ادرنه) ثاروا وشغبوا وهاجوا، فعاد السلطان مراد الثاني ثانية إلى العرش وقضى على الفتنة الداخلية، وأعاد الأمور إلى نصابها.

وفي الثالث من المحرَّم سنة خمس خمسين وثمانمئة الهجرية (٥ من شباط - فبراير - ١٤٥١ م) توفي السلطان مراد.

وفي اليوم السادس عشر من محرَّم سنة خمس وخمسين وثمانمئة

الهجربة (١٨ من شباط - فبراير - ١٤٥١م) تولَّى محمد الفاتح عرش آبائه وأجداده وهو في الثانية والعشرين من عمره.

لقد تدرَّب محمد الفاتح على إدارة الدولة عملياً قبل وفاة والده: تدرَّب على نطاق محلّي، لأنَّه تولى إدارة مناطق من الدولة، فكان المسؤول الأول عنها؛ وتدرَّب على نطاق الدولة كلها حين تولى السلطنة مرَّتين في حياة والده، فعرف كيف يتحمَّل المسؤولية كاملةً في حياة والده، وأفاد من هذه التجارب العملية بعد وفاة أبيه، وعرف كيف يواجه مشاكل الدولة والحكومة، وخبر الرجال وكشف مواطن الضعف والقوة فيهم. كما درس نظم الدول الداخلية وقدَّر مهمَّتها الخارجية ومشاكلها الدولية.

كما تدرَّب على القيادة العسكرية في حياة والده، إذ كان معه في المعارك التي خاضها في أواخر حياته، فتعلَّم من والده الذي كان قائداً متميِّزاً أساليب إدارة القتال والسيطرة على القوات العسكرية في الميدان.

<<  <   >  >>