للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(رومللي) التي بناها الفاتح، ولكن العثمانيين تصدَّوا للروم وردُّوهم على أعقابهم.

وحدثت بعد ذلك مناوشات بين العثمانيين والروم، كما نشب القتال في بعض القرى المجاورة للقسطنطينية بين الطرفين هلك فيه كثير من الروم.

وأحكم الفاتح الطوق على القسطنطينية، فاشتدَّ الذعر بقسطنطين، وأمر بإغلاق أبواب المدينة، وقبض على جميع من فيها من رعايا العثمانيين، وكان فيهم قسمٌ من غلمان السلطان الفاتح، فأطلق قسطنطين سراحهم وردَّهم إلى سيدهم وبعث معهم رسالة خطية إلى السلطان محمد يقول فيها: "لما كان من الجليّ أنّك تريد الحرب أكثر من السلام، ولما كنتُ غير مستطيع أن أقنعك بإخلاصي واستعدادي لأن أكون لك تابعاً، لذا فالأمر لله، وسأوجّه وجهي إلى الله، فإذا كانت إرادته تقضي بأن تصبح هذه المدينة مدينتك، فلا مردَّ لقضاء الله وقدره. وأما إذا ألهمك الرغبة في السلام، فسأكون سعيداً ما بقيت، ومع ذلك فإني أعفيك من كلّ تعهداتك واتفاقاتك معي، وسأغلق أبواب هذه المدينة وأدافع عن شعبي إلى آخر قطرة من دمي ... ".

٧ - محاولات قسطنطين:

وجدَّ قسطنطين في إصلاح أسوار المدينة وأبوابها وتكديس المواد التموينية والأسلحة والعتاد وإعداد قواته المسلحة للقتال.

وبعث قسطنطين إلى الغرب مرة أخرى يستغيثه ويستنجده، وأعلن في رسالته للبابا أنه قد قبل ما قرَّره مجمع فلورنسة في توحيد

<<  <   >  >>