وروح الإنسان أغلى ما يملكه الإنسان، فمن المستحيل أن يضحي بها مقبلاً غير مدبر إلا إذا كانت لديه عقيدة راسخة وأهداف سامية.
وكتل الحديد هي السلاح والعتاد، لا جدوى منها ولا فائدة
فيها، إذا لم يستعملها إنسان ذو عقيدة راسخة ومُثُل عليا.
وكل جيش في العالم مؤلف من عنصرين: عنصر مادي، وعنصر معنوي. وقد كان نابليون بونابارت يقول:"قيمة المعنويات بالنسبة للقوى المادية، تساوي ثلاثة على واحد" أي أن الجيش تكون قيمته ٧٥% من الناحية المعنوية و ٢٥% من الناحية المادية.
وقد أيَّد نابليون كثير من العسكريين في الماضي والحاضر، ولكن اللواء (فولر) في كتابه: "الأسلحة والتاريخ" يخالف رأي نابليون في التفاصيل ويتفق معه في المبدأ، وذلك لاختراع القنابل النووية والهيدروجينية والصواريخ عابرة القارات والأجهزة الإلكترونية، وللتحسينات الهائلة التي طرأت على وسائط قذف الأسلحة غير التقليدية وعلى أساليب استعمالها التعبوية والسوقية.
وليس هناك شك في أن الأسلحة الحديثة ذات تأثير في الناحية المادية للجيوش الحديثة، إذ جعلت نسبة هذه الناحية - كما يرى فولر - بالنسبة إلى الناحية المعنوية ٥٠% لكل منهما. أي أن الناحية المعنوية لا تزال ذات قيمة عظيمة، حتى بعد ظهور الأسلحة الحديثة، وأن المعنويات كانت ولا تزال وستبقى عاملاً حاسماً في إحراز النصر.