وأخذ (جاكومو كوكو Jacomo Coco) من أهل البندقية على نفسه قيادة هذه الحملة التدميرية، فتسَّرب الخبر إلى الجنويين في (غلطه) فأبلغوه إلى السلطان الفاتح. وفي نفس الوقت أرسلوا وفداً إلى المؤتمرين طالب قسطنطين بعدم الاستعجال في أمر خطير كهذا، وأن يشاركوهم في الحملة التدميرية بشرط أن تؤجَّل العملية يوماً واحداً، ليكونوا يداً واحدة على العثمانيين.
وقبل قسطنطين ما عرضه وفد الجنويين عليه، وتأجَّل تدمير السفن العثمانية إلى ليلة أخرى.
وفي فجر يوم ٢٤ نيسان (أبريل)، بعث الجنويون مرة أخرى إلى السلطان الفاتح يخبرونه بما تمّ بين المؤتمرين، فحشد الفاتح من فوره عدداً من الجند ومعهم المدافع والأسلحة الكافية لاقتناص السفن المعادية.
وفي الهزيع الأخير من يوم ٢٤ نيسان - أبريل - غادرت السفن النصرانية ميناء (غلطه) للانقضاض على السفن الإسلامية، وكان الليل حالك السواد، فلم تكد السفن النصرانية تقلع وتبدأ الإبحار حتى لمح بعضهم ناراً تُضاء في قمة برج (غلطه) كأنما تنذر العثمانيين بإقلاع السفن لتنفيذ الخطة التدميرية.
ومضت السفن النصرانية في سيرها، فلما قاربت الهدف أبى القائد البندقي إلا أن يكون له السبق في تدمير السفن العثمانية، فدلف بسفينته إلى الأمام. ولم تكد تتقدَّم خطوات أخرى إلى الأمام باتجاه السفن العثمانية، حتى دهمتها قنبلة ضخمة أعقبتها قنبلة أخرى مماثلة،