عنه:"كان يُظهر الصداقة ويُبطن العداوة". فلما جاءه رسول هونياد المجري يعرض عليه الاشتراك في الحلف الذي ستعقده بعض الدول الأوروبية ضد الفاتح الذي عظم خطره على أوروبا بعد فتحه القسطنطينية، بادر إلى الموافقة عليه وتأييده. ولم يخف أمر ذلك على السلطان الفاتح الذي كان يبث العيون والأرصاد في كل مكان. ولتفادي هذا الخطر، بادر إلى غزو صربية قبل أن تتخذها القوات المتحالفة قاعدة للهجوم على العثمانيين، فلما علم جورج برنكوفيتش بزحف السلطان الفاتح نحوه، أمر الناس أن يلجؤوا إلى الأماكن الحصينة وفرّ هو إلى المجر بعد أن وعدهم أنه سيأتيهم بالمدد والقوة من هناك.
وأفزع ذلك البابا وشرع للنصارى صلاة التبشير فتدق النواقيس ويتوجه النصارى إلى العذراء يسألون العون ويطلبون النصر على العثمانيين، وطلب البابا إلى الناس في جميع بلاد النصرانية ألا يغفلوا عن دق الناقوس صباح كل يوم والذي سماه: ناقوس الأتراك.
ودعا البابا أهل أوروبا إلى قتال العثمانيين، واختار هونياد المجري ليتولى قيادة الحملة الصليبية يعاونه في ذلك مندوبه (جان أنجيلو Jean Angelo) وذلك الراهب الخطيب المتحمس (جان كابسترانو) وكثير غيرهما من رجال الدين. وتكوَّن حلف صليبي ضد العثمانيين اشترك فيه ملك المجر وملك (أرجونة) وعدة من أمراء إيطاليا ودوق (بورغنديا) والبنادقة والجنويون وفرسان (رودس) وألمانيا وبوهيميا وبولندا وصربية.
ولم ينتظر الفاتح حتى يدهمه الهجوم، بل سار إلى بلغراد في مئة