فإذا تيسَّرت العقيدة الراسخة في القائد، بدأ طريقه على هدي وبصيرة، وكان الأمل كبيراً في نجاحه قائداً منتصراً.
ولكن العقيدة وحدها بدون توفّر صفات القيادة الأخرى في القائد، لا تكفي للقائد المنتصر الذي يؤمل على يديه للبلاد والأمة خير كثير.
وقد كان الصحابة عليهم رضوان الله في قمة التقوى والورع، ولكن الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام ولَّى المناصب القيادية قسماً من صحابته توفرت فيهم العقيدة الراسخة أولاً والصفات القيادة الأخرى ثانياً.
وسار على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعده خلفاؤه الراشدون.
وسار على هدي الرسول القائد والخلفاء الراشدون كل مَنْ يريد خدمة (أمته) لا خدمة (شخصه) الكريم.
ومجمل صفات القائد المنتصر هي: العقيدة الراسخة، والمحبة المتبادلة بينه وبين رجاله، والثقة المتبادلة بينهما، والشخصية القوية النافذة، والإرادة الصلبة الحازمة، والخلق القويم، والقابلية على بناء الرجال تدريباً وتهذيباً، والحظ الموفق السعيد، والعقل الراجح الحصيف، والتربية العملية للإدارة والقتال، والسمعة الحسنة المشرفة، والعلم العسكري المتين، والمثال الشخصي الرفيع، والحذر واليقظة، والحرص الشديد، والشجاعة النادرة، والخبرة بالرجال، والضبط القوي المتين، والعمل الدائب المستمر بدون كلل ولا ملل، وإجراء