للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال صاحب عون المعبود: «قال ابن الأثير: الشُهْرة: ظُهور الشَّيء [في شُنْعة حتى يَشْهَره الناس] (١)؛ والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس؛ لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعُجب والتكبر» (٢).

قال الشوكاني: «والحديث يدل على تحريم لُبسِ ثوب الشهرة، وليس هذا الحديث مختصًا بنفيس الثياب، بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوبًا يخالف ملبوس الناس من الفقراء، ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه، قاله ابن رسلان.

وإذا كان اللبس لقصد الاشتهار في الناس، فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها، والموافق لملبوس الناس والمخالف؛ لأن التحريم يدور مع الاشتهار والمعتبر القصد، وإن لم يطابق الواقع» (٣).

وقال أيضًا في الدراري المضيَّة: «ويُلحق بالثوب غيرُه من الملبوس، ونحوه مما يُشْهَرُ به اللابس له، لوجود العلة» (٤).


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة (شهر).
(٢) انظر: نيل الأوطار، ٢/ ١١٣، وعون المعبود، ١١/ ٧٣.
(٣) نيل الأوطار (٢/ ١١٣). وقد نقل قول ابن رسلان أيضًا: أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في كتابه: «عون المعبود في شرح سنن أبي داود» (١١/ ٧٣ - ٧٤).
(٣) ٢) الدراري المضيَّة (٢/ ١٨٢).
[حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ص: ٢٢٠]
(٤) ٢/ ١٨٢، وقال الشوكاني في نيل الأوطار، ٢/ ١٢٥: «رجال إسناده ثقات»، وقال في بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني، ١٧/ ٢٨٩: «وسنده صحيح».

<<  <   >  >>