للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال البيهقي: «إسناده ضعيف» (١).

وعلة هذا الحديث ابن لَهِيعة، واسمه عبد اللَّه الحضرمي أبو

عبد الرحمن المصري القاضي، وهو ثقة فاضل، لكنه كان يحدث من كتبه فاحترقت، فحدث من حفظه فخلط (٢).

قال ابن حبان: «سبرت أخباره، فرأيته يدلس على أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم» (٣).

وقال الألباني: «ضعيف من قبل حفظه» (٤)، وقال أيضًا: «وبعض المتأخرين يحسن حديثه، وبعضهم يصححه» (٥).

ومن حسَّن حديث عائشة - رضي الله عنها - الذي رواه عنها خالد بن دريك، إنما حسنه - رغم انقطاعه - باعتبار حديث أسماء بنت عميس - هذا رغم ضعفه - شاهداً موصولًا له.

ولو سلَّمنا بتحسين الحديثين، لكان الجواب عن حديث أسماء هذا كالجواب عن حديث عائشة - رضي الله عنها -، تماما كما تقدم في الشبهة الأولى، والعلم عند اللَّه تعالى (٦).


(١) السنن الكبرى، ٧/ ٨٦.
(٢) فمن حدث عنه قبل احتراق كتبه كالعبادلة وغيرهم فحديثه قوي، ومن روى عنه بعد احتراق كتبه فحديثه ضعيف، إلا أن يجبره وجه آخر.
(٣) الضعفاء الصغير، ص ٦٦، والضعفاء والمتروكون، ص ٩٥.
(٤) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، برقم ٣١٩، ورقم ٤٦١.
(٥) حجاب المرأة المسلمة، ص ٢٥.
(٦) انظر: عودة الحجاب، ص ٣٥٥.

<<  <   >  >>