للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانظر الى هذا البيان والكشف، وان الامامة بالاختيار، وانها الى المهاجرين والانصار، فقالوا نبايعك على كتاب الله وسنة رسول الله، فإن لم تف فلا بيعة لك، قال: نعم.

ثم خطبهم فقال بعد الحمد والثناء والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم مقدار نعم الله على الخلائق برسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: ان الله يعلم اني كنت كارها للولاية على امة محمد عليه السلام حتى اجتمع رأيكم على ذلك لأني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: ايما وال ولي الامر بعدي اقيم على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فان كان عادلا انجاه الله بعد له، وان كان جائرا انتفض به الصراط انتفاضة حتى تتزايل ما بين مفاصله، ثم تتحرق به الصراط فيكون اول ما يتقي به النار انفه وحر وجهه، ولكن/ لما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم. اقول ما سمعتم، واستغفر الله لي ولكم.

فانظر الى هذا ففيه اتم كفاية، وانظر الى بيانه ان الامام يجور ويخطىء ويزل.

وخطبته المشهورة بالعراق التي لا يستطاع دفعها:

ايها الناس، انه لما توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم بايعتم ابا بكر فبايعت ورضيت، ثم بايعتم عمر فبايعت ورضيت، ثم بايعتم عثمان فبايعت ورضيت، حتى إذا مضى عثمان تداككتم عليّ كتداك «١» عرف الصبع، فمددتم يدي فقبضتها وقلت: اختاروا لأنفسكم فأبيتم الا مبايعتي، حتى اذا كثر الجمع ووطىء الحسبان وشق عطافه، فأبيت الا أن تكون بيعتي ظاهرة مكشوفة على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفي مسجده، فبايعني كلّ، لا أرى منكرا، فلما قلد تمونيها


(١) تداككتم: تهالكتم. وفي الحاشية كتب: صوابه تهالكتم.