للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا من المهاجرين ولا من الأنصار، وقد ودّوا أن يكون له شيء من ذلك أو من هذه المنازل. ولا أمكنهم أن يخرجوه من جملة الطلقاء وأبناء الطلقاء، ولا أمكنهم أن يخرجوا أمير المؤمنين عن منازله: من كونه من السابقين والبدريين والفقهاء والعلماء والزهاد، ومن العشرة ومن أهل الشجرة، ومن أهل الشورى، وممن اختاره المهاجرون والأنصار للإمامة بعد عثمان، ولا أن يغطّوا على ما سنّه عليّ وفرضه ودعا إليه، من محاربتهم ومجاهدتهم، وقد ودوا أن ذلك لم يكن، وقد ضرهم ذلك كل الضرر، فتعلم أن الدول والممالك لا تؤثر في العلم بالأمور/ التي قد كانت ووقعت.

وتأمل ما كان لمعاوية من احتيالاته في التوصل إلى الملك، في إطعام عمرو ابن العاص مصر، وبادعائه زيادا، وبمن استماله ببذل الدنيا له، كذي الكلاع «١» وخالد بن المعمر»

، ومصقلة بن هبيرة «٣» ، وأشباه ذلك، وما كان لملك ملك مما هذه سبيله.

فانظر إلى بني العباس لما غلبوا على أعدائهم من بني أمية، ما أمكنهم أن يغطوا على المحاسن التي كانت لهم، ولا أمكن أعداء بني العباس أن يغطوا على المحاسن التي كانت لهم، من إقامة المواسم وعمارة الثغور، وغير ذلك من


(١) هو سميفع بن ناكور بن عمرو بن يعفر بن ذي الكلاع الأكبر، من ملوك اليمن أسلم وقدم المدينة أيام عمر، وشهد اليرموك وفتح دمشق، ثم تولى قيادة أهل حمص في جيش معاوية. توفى سنة ٣٧ هـ القاموس: مادة كلع
(٢) هو خالد بن معمر بن سليمان السدوسي، أدرك عصر النبوة، وكان رئيس بني بكر في عهد عمر، وانحاز إلى علي يوم الجمل وصفين، ثم ولاه معاوية إمرة أرمينية ومات في طريقه إليها نحو سنة ٥٠ هـ. الإصابة: ١: ٤٦١
(٣) هو مصقلة بن هبيرة بن شبل الثعلبي الشيباني من بكر بن وائل، كان من عمال علي، ثم تحول إلى معاوية. قتل في غزوة إلى طبرستان حوالى سنة ٥٠ هـ. فتوح البلدان للبلاذري ٢٤٢- ٢٤٣