للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قريظة ومن رؤسائهم، كعب بن أسد وهو صاحب عقد بني قريظة الذي نقض عام الأحزاب، والزبير بن باطا بن وهب، واعزال بن شماويل، وقزوم بن كعب، ونافع بن أبي نافع، ووهب بن يهوذا، وأسامة بن حبيب، وغيرهم من رؤساء بني قريظة. فهؤلاء كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالمدينة وحول المدينة وإلى من يحبذون «١» رؤساءهم، فقد كانوا حين سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو بمكّة وما ادّعاه من النبوة ثقل ذلك عليهم سيّما على أحبارهم ورؤسائهم، فجردوا في عداوته وظاهروا قريشا والعرب عليه ونهوهم عن أتباعه وتصديقه.

وكانت قريش تشكوهم إليهم، وكان من يجتاز من أهل مكة في متجرهم إلى الشام يذكرون لهم ذلك، وفي قريش من يقصدهم لهذا، كالنضر بن الحارث وأمثاله يطلبون منهم ما يكون فيه تكذيب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وما ينفر الناس عنه وعن القبول منه مما يجدونه في كتبهم، ويأثرونه عن أنبيائهم ورؤسائهم/، فيقولون لهم: سلوه عن يوسف وما كان من أمره وإلى أي شيء انتهى، فينزل القرآن بذلك، فإذا أخبروهم قالوا لهم: سلوه عن أصحاب الكهف من هم وكم عدتهم، فينزل القرآن بذلك، فإذا أخبروهم قالوا لهم: فاسألوه عن رجل مؤمن سار من مغرب الشمس إلى مشرقها، فينزل القرآن في ذي القرنين، إلى غير ذلك. فلما نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمدينة وجاورهم وصار معهم، كانت عداوتهم أشد، وشغلهم به صلّى الله عليه وسلم وبالمسلمين والدخول بينه وبين الأوس والخزرج والنهي عن اتّباعه. وكانوا معدن الشر والشبه والفتح على العرب أبواب الضلالة، وفيهم شجاعة وثروة، وكان كيدهم أحدّ من


(١) في الأصل، يحبذو