للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدعا، فأتاه جبريل فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن شئت أصبح الصفا لهم ذهباً، فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة قال: "بل باب التوبة والرحمة" (١).

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} (٢).

عباد الله! وكيف يُرجى الخير ممن قالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢)} [الأنفال: ٣٢].

ولم يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه" (٣).

رابعاً: فشل كفار مكة في المحاولة الثالثة فانتقلوا إلى محاولة رابعةٍ ليصدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن دعوته الجديدة، ألا وهي ذهابهم إلى عمه أبي طالب، الذي كان يحوطه وينصره ويؤيده ويمنعه، يُلحِّون عليه أن يتخلى عن ابن أخيه، فأتوه فقالوا: إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا.

فقال: يا عقيل! انطلق فأتني بمحمد.

فانطلق عقيل بن أبي طالب فأتى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الظهيرة في شدة الحر فلما


(١) "صحيح السيرة النبوية" الألباني (ص ١٥٣).
(٢) "مسند الإِمام أحمد" (٢٣٣٣).
(٣) "نور اليقين" (ص ٧١).