للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكفوا عن بعض ما كانوا ينالوا منه" (١).

عباد الله! وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. أتعرفونه؟ الفاروق الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" (٢) وقال عنه - صلى الله عليه وسلم -: "لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدَّثون" -أي ملهمون- "فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر" (٣). وقال عنه - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر" (٤).

الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي قال عن نفسه: وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥]، وقلت: يا رسول الله! يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب. واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغَيْرة فقلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن، فنزلت كذلك" (٥).

أمة الإسلام! كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قبل إسلامه من أشد الناس عداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأكثرهم إيذاء وتعذيباً للمسلمين، قال سعيد بن زيد - رضي الله عنه - وهو ابن ابن عم عمر، وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب-: "والله لقد رأيتني وإن


(١) "البداية والنهاية" (٣/ ٣٣).
(٢) "السلسلة الصحيحة" (٣٢٧).
(٣) رواه البخاري (رقم ٣٦٨٩) من حديث أبي هريرة، ومسلم (رقم ٢٣٩٨) من حديث عائشة.
(٤) "صحيح الجامع" (٢٤٩٢).
(٥) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٤٠٢)، ومسلم (رقم ٢٣٩٩).