للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد" (١).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمَّد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران" (٢).

جبريل عليه السلام يقرئ خديجة السلام من ربها، ويبشرها بقصر في الجنة قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب" (٣).

عباد الله! مات أبو طالب على الكفر، وماتت خديجة على الإيمان، لتعلموا يا عباد الله! أن الموت حق على الجميع على المؤمن والكافر وعلى الكبير والصغير وعلى الغني والفقير وعلى القوي والضعيف فما من أحدٍ منَّا إلا وسيأتيه الموت ويخرج من هذه الدنيا، لكن هنيئاً لمن خرج على الإيمان والعمل الصالح، وخاب وخسر من جاءته المنية وهو على الكفر ومعصية الله.

قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [الأنبياء: ٣٥]. وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦)} [الرحمن: ٢٦]. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة: ٨].


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٨١٨)، ومسلم (رقم ٢٤٣٣).
(٢) صحيح رواه أحمد (٢٦٦٨).
(٣) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٨٢٠)، ومسلم (رقم ٢٤٣٢).