فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وكم من رجل خرج ليلاً ليقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - فما أصبح إلا وهو من أتباعه، فلا يجوز للداعي أن ييأس من الناس، ولا يجوز أن يقنط من الناس، فالله -عز وجل- هو الهادي، والداعي ما عليه إلا البيان، وأجره على الله.
رابعاً: جليس السوء يضر صاحبه في الحياة الدنيا، وعند الموت، ويوم القيامة، فقد تبين لكم أن جليس السوء -وهو أبو جهل- قد أضر بصاحبه عندما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله" فقال له أبو جهل: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب، فخرج الرجل من الدنيا على ملة عبد المطلب -على الكفر- وهكذا الجليس السوء.
ولكن إذا جلس الجليس الصالح عند صاحبه عند الموت قال له:(قل لا إله إلا الله) فيقولها.
والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"(١).