للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

والله سبحانه وتعالى يمقت ذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)} [الصف: ٢ - ٣].

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب الذي يقول للناس ويخالف بفعله ما يقول، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه" (١).

أمة الإِسلام! خطباء السوء "دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، وهم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا" (٢).

فاحذروهم يا عباد الله!.

فهذا حذيفة - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" (٣).


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٢٦٧)، ومسلم (رقم ٢٩٨٩).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٣٦٠٦)، ومسلم (رقم ١٨٤٧).
(٣) متفق عليه، قطعة من الحديث الذي قبله.