للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا أمة الإِسلام! فوالله إني لكم لناصح أمين، فإن وجدتم المنابر قد صعد إليها الخطباء الذين يدعون إلى الحزبية البغيضة، ولا هم لهم إلا أن يحرضوا الناس على ولاة الأمر، ويجعلون بلاد المسلمين بركة من الدماء، فاحذروهم، وارجعوا إلى عقيدة التوحيد وإلى منهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى ما كان عليه الصحابة، كما قال ربنا -جل وعلا-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: ١٠٠]، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة" قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: "التي تكون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي" (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم

فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليه بالنواجذ" (٢).

أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلني وإياكم من المتبعين لرسوله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) حسن بشواهده.
(٢) صحيح، أخرجه أبو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦).