للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله، وعادوا إلى دينهم، وطلبوا العزة بالإِسلام فإن طلبنا العزة بالإسلام أعزنا الله، وإن طلبنا العزة بغير الإِسلام أذلنا الله.

كما قال الفاروق عمر - رضي الله عنه - "كنا أذلاء فأعزنا الله بالإِسلام، فلو ابتغينا العزة بغير الإِسلام أذلنا الله"

فاصبروا على البلاء، وعودوا إلى الله، واعلموا أن الله تبارك وتعالى ينصر مع الصبر، وإياكم ودعاة الاستعجال الذين يورطون الأمة في بركة من الدماء، فإن الله نهى عن الاستعجال فقال: لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لخباب: "ولكنكم تستعجلون".

ثانياً: أن المستقبل لهذا الدين: فقد أخبر الله -تبارك وتعالى- في كتابه، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته، أن المستقبل لهذا الدين، وأنه ما من مكان في هذه الدنيا تطلع عليه الشمس إلا وسيدخله الإِسلام، وما من بيت شجر ولا مدر إلا وسيدخله الإِسلام ولو كره الكافرون، ولو تزمجر المنافقون فالمستقبل للإسلام.

ثالثاً: أن السر في النجاح في الدعوة إلى الله هو الإخلاص.

الإخلاص هو سر النجاح، فإن أرادت الأمة أن تنجح في دعوتها لهذا الدين فعليها بالإخلاص لله تبارك وتعالى، فها هو مصعب بن عمير - رضي الله عنه - كان مخلصاً ضرب لنا مثلاً أعلى في ذلك، فاستجاب لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب إلى المدينة يدعو لهذا الدين بالليل والنهار، فما من بيت في المدينة إلا ودخله الإِسلام بفضل الله -تبارك وتعالى-، ثم بالجهود العالية العظيمة التي بذلها