للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا عبد الله بن سلام عندما نظر إلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ووجده ليس بوجه كذاب، وعندما سأله عن المسائل الثلاث وأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم -، عرف ابن سلام أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حق، وأنه جاء بالحق من عند الله تعالى، فعندها بلا تردد قال: أشهد أن لا إله الله وأشهد أنك رسول الله، وقال ابن سلام لليهود: يا معشر اليهود! اتقوا الله؟ فوالله الذي لا إله غيره إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق.

وهذا سلمان الفارسي - رضي الله عنه -، ترك أهله، وترك الغنى عند أبيه، وانتقل من بلد إلى بلد، ومن شخص إلى شخص، وباعوه عبداً لرجل من اليهود، ومع ذلك يبحث عن الحق فعندما التقى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدم له الصدقة فلم يأكل النبي - صلى الله عليه وسلم - منها، وقدم له الهدية فأكل - صلى الله عليه وسلم - منها، ورأى سلمان خاتم النبوة بين كتفي النبي - صلى الله عليه وسلم - انكب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبله ويبكي، ودخل في دين الله، فعلى الإنسان أن يبحث دائماً عن الحق في كل شيء، فإذا وجده اتبعه بلا تردد؛ لأنه ليس بعد الحق إلا الضلال، ولأن الحق أحق أن يتبع، فكم من إنسان منعه الكبر من اتباع الحق؟! وكم من إنسان منعه الجهل من اتباع الحق، وكم من إنسان منعته الدنيا وحب الدينار عن اتباع الحق، وكم من إنسان منعته الحزبية البغيضة عن اتباع الحق؟!

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢)} [الحج: ٦٢].

رابعاً: ضرورة التعاون على البر والتقوى، وضرورة مساعدة المحتاج، وضرورة التعاون على قضاء الدين عن المدين.

وهذا يؤخذ من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضي الله عنهم - مع سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عندما ساعدوه ليتحرر من الرق فالله -عز وجل- يقول: