للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١)} إلى قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨)} [المنافقون: ١ - ٨].

فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأها علي ثم قال: "إن الله قد صدَّقك يا زيدُ" (١).

عباد الله! وقد فضح الله هذا المنافق، وضعف مركزه في قومه، فكانوا يعنفونه ويلومونه كلما أخطأ.

فهذا ابنه - الصحابي الجليل- عبد الله بنُ عبد الله بن أُبي استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتل أبيه، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "لا، ولكن بر أباك وأحسن صحبته" (٢).

فداك أبي وأمي يا رسول الله، إنها أخلاق النبوة.

عباد الله! ومنع هذا الابن المؤمن أباه المنافق من دخول المدينة حتى يأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدخولها، وقال له: لتعلم أنك الذليل وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو العزيز.

عباد الله! ولما فشل المنافقون بزعامة ابن سلول في إثارة العصبية الجاهلية


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٤٩٠٠)، ومسلم (رقم ٢٧٧٢).
(٢) "السيرة النبوية الصحيحة" العمري (٢/ ٤١٠).