فدعاهم علي - رضي الله عنه - للإسلام فرفضوا هذه الدعوة.
وخرج ملكهم مرحب إلى ميدان القتال ودعا إلى المبارزة وهو يقول:
أنا الذي سمتني أمي "مرحب" ... شاكِي السلاح (١) بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فبرز إليه علي - رضي الله عنه - وهو يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
-أي: اقتل الأعداء قتلاً واسعاً- فتقدم علي - رضي الله عنه - إلى مرحب فعلاه بالسيف فقطع رقبته، ثم تقدم نحو حصون اليهود ففتحها حصناً حصناً، وكان الفتح على يد عليّ - رضي الله عنه -.
عباد الله! ولما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد فتحها، أهديت إليه شاه فيها سم من امرأة يهودية، لتعلموا أن اليهود أهل غدر وخيانة ومكر، تعالوا بنا لنستمع إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو يخبرنا الخبر:
يقول أبو هريرة - رضي الله عنه - "لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فيها سم فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال لأصحابه: أمسكوا إنها مسمومة بعد أن مضغ النبي - صلى الله عليه وسلم - منها مضغة.