للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباد الله! ثم جيء بالمرأة التي وضعت السم في الشاة فسألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم وضعت السم في الشاة"؟

قالت اليهودية: أردت أن أقتلك؟

فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما كان الله ليسلطك علي".

قال الصحابة - رضي الله عنهم - يا رسول الله؟ أفلا نقتلها؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا" (١).

الله أكبر، إنها والله أخلاق النبوة، العفو عند المقدرة.

عباد الله! ثم عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وقد فتح الله له فتحاً مبيناً، ونصره نصراً عزيزاً، وحقق للمسلمين ما ودعهم به: {وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}.

عباد الله! وقسّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه المغانم الكثيرة التي غنمها من يهود خيبر كما أمره الله تعالى، وأثناء القسمة أدركه مهاجره الحبشة، جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فضرب لهم بسهم، ولم يسهم لمن غاب عن خيبر إلا لمهاجرة الحبشة، وكان في السبي صفية بنت حيي بن أخطب فاصطفاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه، ثم دعاها إلى الإِسلام فأسلمت فأعتقها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل عتقها صداقها، وبنى بها، وأولم عليها بالتمر والسمن، ولم يكن في وليمتها لحم قط.


(١) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٢٦١٧)، ومسلم (رقم ٢١٩٠).