للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)}. فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده، وكثر اللغط -وهي الأصوات المختلطة- وأمر بنا فأخرجنا.

فقال أبو سفيان: فقلت لأصحابي حين خرجنا: لقد أمِرَ أمرُ ابن أبي كبشة -أي: عظم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إنه ليخافه ملك بني الأصفر- يعني الروم.

قال أبو سفيان: فما زلت موقناً بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإِسلام" (١).

عباد الله! وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى ملك الفرس يدعوه إلى الإِسلام، وهذا هو نص الكتاب:

"بسم الله الرحمن الرحيم من محمَّد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من أَتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ًويحق القول على الكافرين. فأسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس" (٢).

عباد الله! عندما وصل الكتاب إلى كسرى مزقه.


(١) تقدم قريباً.
(٢) قال الشيخ الألباني: حديث حسن انظر "فقه السيرة" (ص ٣٦٨).