للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وصل الخبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مزق الله ملكه" (١).

فاستجاب الله لدعاء رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومزق ملك كسرى، وذلك عندما قام ابنه بقتل إخوته ثم قتل والده ليرث الملك وحده ثم بعد ذلك بقليل مات هذا الابن فتمزق ملك كسرى جزاءً وفاقاً ولا يظلم ربك أحداً.

عباد الله! أما الفوائد والدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والرؤساء فهي كثيرة جداً منها:

أولاً: محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُعث بالإِسلام إلى الناس كافة، والدليل على ذلك في كتاب الله قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: ٢٨]، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الأنبياء: ١٠٧]، وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:١٥٨].

والدليل على ذلك من السنة:

قوله - صلى الله عليه وسلم - "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" (٢).

الشاهد أرسلت للناس كافة.

ويؤخذ أيضاً من رسائله - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والرؤساء والقادة، في داخل الجزيرة وخارجها يدعوهم فيها إلى الإِسلام، ويقول: "فإني أنا رسول الله إلى


(١) رواه البخاري (رقم ٦٤).
(٢) رواه مسلم (رقم ٥٢٣).