الوفاة أعلم بني إسرائيل بحضور أجله، وكان أول أنبيائهم، فقالوا له: يا نبي الله إنا نحب أن تعلمنا بما يؤول إليه أمرنا بعد خروجك من بين أظهرنا في أمر ديننا فقال لهم: إن أموركم لم تزل مستقيمة حتى يظهر فيكم رجل جبار من القبط، يدعي الربوبية، يذبح أبناءكم ويستحيي نساءكم، ثم يخرج من بني إسرائيل رجل اسمه موسى بن عمران فينجيكم الله به من أيدي القبط، فجعل كل واحد من بني إسرائيل إذا جاء له ولد يسميه عمران رجاء أن يكون ذلك النبي منه. ولا يخفى أن بين عمران أبي موسى وعمران أبي مريم أم عيسى. وهو آخر أنبياء بني إسرائيل- ألف وثمانمائة سنة، والله أعلم.
والذي أدرك الإسلام ممن تسمى باسمه عليه الصلاة والسلام محمد بن ربيعة ومحمد بن الحارث، ومحمد بن مسلمة. وادعى بعضهم أن محمد بن مسلمة ولد بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسة عشر سنة.
أي وقد ذكر ابن الجوزي أن أول من تسمى في الإسلام بمحمد محمد بن حاطب. وعن ابن عباس «اسمي في القرآن أي كالتوراة محمد، وفي الإنجيل أحمد» .
وأما فضل التسمية بهذا الاسم: أعني محمدا، فقد جاء في أحاديث كثيرة، وأخبار شهيرة: أي منها أنه صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «وعزتي وجلالي لا أعذب أحدا تسمى باسمك في النار» أي باسمك المشهور وهو محمد أو أحمد. ومنها «ما من مائدة وضعت فحضر عليها من اسمه أحمد أو محمد» أي وفي رواية: «فيها اسمي إلا قدس الله ذلك المنزل كل يوم مرتين» ومنها قال: «يوقف عبدان أي اسم أحدهما أحمد والآخر محمد بين يدي الله تعالى فيؤمر بهما إلى الجنة، فيقولان ربنا بما استأهلنا الجنة ولم نعمل عملا تجازينا به الجنة؟ فيقول الله تعالى: ادخلا الجنة، فإني آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه أحمد أو محمد» لكن قال بعضهم: ولم يصح في فضل التسمية بمحمد حديث، وكل ما ورد فيه فهو موضوع، قال بعض الحفاظ: وأصحها أي أقربها للصحة «من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة» .
وعن أبي رافع عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سميتموه محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه» وفي رواية طعن فيها بأن بعض رواتها متهم بالوضع «فلا تسبوه، ولا تجبهوه، ولا تعنفوه، وشرّفوه، وعظموه، وأكرموه، وبروا قسمه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجها، بورك في محمد، وفي بيت فيه محمد، وفي مجلس فيه محمد» وفي رواية «تسمونه محمدا ثم تسبونه» وفي رواية طعن فيها «أما يستحي أحدكم أن يقول يا محمد ثم يضربه» وعن ابن عباس رضي الله