للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قبل مبعثه جاءت مبشرة ... به زبور وتوراة وإنجيل

وقد اعترض على هذا القائل بعض الأغبياء بأن التوراة والإنجيل قد صحت بشارتهما به صلى الله عليه وسلم. وأما الزبور فلا ندري ولا نقول إلا ما نعلم. ويرده ما ذكره الإمام السبكي، وسنده قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦) [الشّعراء: الآية ١٩٦] أي كتبهم. فقد قال بعض المفسرين إن الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الإضافة حيث لا عهد تحمل على العموم، وسيأتي أيضا التصريح بوجود اسمه في الزبور وقد جاء «إن اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء والأرض» كما تقدم.

وقد قيل في سبب نزول قوله تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة: الآية ١٣٠] أن عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فقال لهما: قد علمتما أن الله تعالى قال في التوراة إني باعث من ولد إسمعيل نبيا اسمه أحمد من آمن به فقد اهتدى ورشد، ومن لم يؤمن به فهو ملعون، فأسلم سلمة وأبي مهاجر، فأنزل الله الآية، وفيها أيضا محمد واسمه فيها أيضا حمياطا، وقيل: حمطايا أي يحمي الحرم من الحرام. واسمه في التوراة أيضا قدمايا: أي الأول السابق، واسمه فيها أيضا ينديند. واسمه أيضا أحيد وقيل أحيد: أي يمنع نار جهنم عن أمته، واسمه فيها أيضا طاب طاب: أي طيب. واسمه فيها أيضا كما في الشفاء محمد حبيب الرحمن، ووصف فيها بالضحوك: أي طيب النفس. وفيها محمد بن عبد الله مولده بمكة، ومهاجره إلى طابة، وملكه بالشام. والتوراة أي على فرض أن تكون اسما عربيا مأخوذة من التوراة وهو كتمان السر بالتعريض، لأن أكثرها معاريض من غير تصريح.

واسمه في الإنجيل المنحمنا، والمنحمنا بالسريانية: محمد.

أي وما جاء عن سهل مولى خيثمة. قال: كنت يتيما في حجر عمي فأخذت الإنجيل فقرأته حتى مرت لي ورقة ملصقة بغراء ففتقتها فوجدت فيها وصف محمد صلى الله عليه وسلم، فجاء عمي، فلما رأى الورقة ضربني. وقال: ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها، فقلت فيها وصف النبي أحمد، فقال: إنه لم يأت بعد: أي الآن.

أي وفي الإنجيل أيضا اسمه حبنطا: أي يفرق بين الحق والباطل، ووصفه بأنه صاحب المدرعة وهي الدرع، وفيه أيضا وصفه بأنه يركب الحمار والبعير، وسيأتي أن راكب الحمار عيسى عليه الصلاة والسلام، وراكب الجمل محمد صلى الله عليه وسلم، وسيأتي الجواب. وفي الإنجيل إن أحببتموني فاحفظوا وصيتي، وأنا أطلب إلى ربي فيعطيكم بارقليط، والبارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه، ولكنه ما يسمع يكلمهم به، ويسوسهم بالحق، ويخبرهم بالحوادث والغيوب: أي وما جاء بذلك وأخبر بالحوادث والغيوب إلا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبارقليط أو الفارقليط: الحكيم والرسول. قيل والإنجيل: أي على

<<  <  ج: ص:  >  >>