للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٨٨٦]- قبلك ما جاء الخبر. هذا رجل أكل محروتا «١» وهو أصل الأنجذان فبات يخرج منه رياح منتنة يتأذّى به أهله، فلمّا أصبح خبّرهم أنّه أكل محروتا، فقالوا: قبلك ما جاء الخبر.

[٨٨٧]- قبل عير وما جرى. أي قبل كلّ شيء. العير: حمار الوحش. يقال: إنّه أوّل غاد «٢» للرّعي. وما جرى: أي كلّ ما جرى.

[٨٨٨]- قطعت جهيزة قول كلّ خطيب. يقال عند الأمر قد فات، وأصله أنّ قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيّين قتل أحدهما من الآخرة قتيلا، ويسألون أن يرضوا بالديّة، فبيناهم في ذلك إذ جاءت أمة يقال لها جهيزة، فقالت: إنّ القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله، فقالوا عند ذلك: قطعت جهيزة قول كلّ خطيب.

أي استغني الآن عن الخطب في الصّلح. أي قد أخذ الحقّ.


[٨٨٦]- جمهرة الأمثال ٢/١٨٨، مجمع الأمثال ٢/١٠٧، المستقصى ٢/١٨٨.
[٨٨٧]- أمثال أبي عبيد ٢٠٥، أمثال أبي عكرمة الضبي ٥٦، الفاخر ٢٥، جمهرة الأمثال ٢/١٢١، الوسيط ٥٦، فصل المقال ٣٠٠، مجمع الأمثال ٢/٩٦، المستقصى ٢/١٨٧، نكتة الأمثال ١٢٦، اللسان (عير) .
قال الزمحشري: «أي قبل إنسان العين وجريه، وهو حركته للنظر، يضرب للمبكّر، يعني أنّه بكّر قبل انتباه العيون. وقيل: هو حمار الوحش، وهو أوّل غاد للمرعى، أي بكّر قبل الحمار وذهابه إلى المرعى، ويجوز أن يكون «ما» موصولة بمعنى الذي، ويكون المعنى: قبل حمار الوحش وقبل ما جرى من سائر الحيوان. وقيل: يضرب مثلا للمخبر بلا استخبار ولا ذكر لما أخبر به، ويجوز أن يكون عير اسم رجل له حديث، فمعناه أن هذا الأمر كان قبل عير وما جرى من حديثه، وقيل: جاء قبل عير وما جرى، وضرب قبل عير وما جرى، يريدون السّرعة، أي قبل لحظة العين.
قال الشّماخ في (ديوانه ٢٨٨) :
وأعدو القبصّى قبل عير وما جرى ... ولم تدر ما خبري ولم أدر مالها
والقبصّ: ضرب من العدو فيه نزو.
[٨٨٨]- مجمع الأمثال ٢/٩١، المستقصى ٢/١٩٧، زهر الأكم ٢/١٣٢.
يضرب لمن يقطع على النّاس ما هم فيه بحماقة يأتي بها.