قال الميداني: «وأصله أنّ رجلا كان له فرس يقال له «الأبيلق» وكن يجريه فردا ليس معه أحد، وجعل كلّما مرّ به طائر أجراه تحته، أو رأى إعصارا أجراه تحته، فأعجبه ما رأى من سرعته، فقال: لو راهنت عليه، فنادى قوما فقال: إنّي أردت أن أراهن عن فرسي هذا فأيّكم يرسل معه؟ فقال بعض القوم: إنّ الحلبة غدا، فقال: إنّي لا أرسله إلّا في خطار فراهن عنه، فلمّا كان الغد أرسله فسبق، فعند ذلك قال: «كلّ مجر في الخلاء يسرّ» . يضرب لمن يحمد خلّة فيه ولا يدري ما في النّاس من الفضائل. [٩١٠]- أمثال أبي عبيد ٣٥، جمهرة الأمثال ١/١٦٥ و ٢/١٦٢، فصل المقال ١٠، مجمع الأمثال ٢/١٣٦، المستقصى ٢/٢٢٤، تمثال الأمثال ٥١٨، اللسان (فرأ، جلهم، جله) . قال الميداني: «وأصل المثل أنّ ثلاثة نفر خرجوا متصيّدين، فاصطاد أحدهم أرنبا، والآخر ظبيا، والثالث حمارا، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظّبي بما نالا، وتطاولا عليه، فقال الثالث: كلّ الصّيد في جوف الفرا، أي هذا الذي رزقت وظفرت به يشتمل على ما عندكما، وذلك أنّه ليس ممّا يصيده الناس أعظم من الحمار الوحشيّ. وتألّف النبي صلّى الله عليه وسلم أبا سفيان بهذا القول حين استأذن على النبي صلّى الله عليه وسلم، فحجب قليلا، ثمّ أذن له، فلمّا دخل قال: ما كدت تأذن لي حتّى تأذن الجهلمتين، قال أبو عبيد: الصواب الجلهمتين وهما جانبا الوادي، فقال صلّى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان أنت كما قيل: «كلّ الصّيد في جوف الفرأ» يتألفه على الإسلام. معناه إذا حجبتك قنع كلّ محجوب» . يضرب لمن يفضّل على أقرانه. [٩١١]- المستقصى ٢/٢٢٩، وفيه: «أي كلّ من كان عنده جدوى وغناء إذا عدّ في الحمقى كان ضائعا غناؤه. يضرب في فضل العقل» .