للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا شق رداء الليل، والفجر لا يدرج إلا من مهد الظلام.

لقد بليت اللذات كلها ورثت حبالها، وأصبحت أثقل على النفس من الحديث المعاد، ولم يبق ما يعزي الإنسان عنها إلا لذة واحدة هي لذة الإحسان.

إن منظر الشاكر منظر جميل جذاب ونغمة ثنائه وحمده أوقع في السمع من رنات العود في هزَجه ورمَله١ وأعذب من نغمات معبد في الثقيل الأول٢.

أحسن إلى الفقراء والبائسين وأعدك وعدًا صادقًا أنك ستمر في بعض لياليك على بعض الأحياء الخاملة، فتسمع من يحدث جاره من حيث لا يعلم بمكانك منه أنك أكرم مخلوق وأشرف إنسان، ثم يعقب الثناء عليك بالدعاء لك أن يجزيك الله خيرًا بما فعلت فيدعو صاحبه بدعائه، ويرجو برجائه، وهنالك تجد من سرور النفس وحبورها بهذا الذكر الجميل في هذه البيئة الخاملة ما يجده الصالحون إذا ذكروا في الملأ الأعلى.

ليتك تبكي كلما وقع نظرك على محزون أو مفؤود٢ فنبتسم


١ الهزج والرمل نوعان من نغمات الموسيقى.
٢ معبد أحد كبار المغنين في العصر الأموي والثقيل الأول ضرب من ضروب الغناء.
٣ المفؤود المصاب في فؤاده بألم أو غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>