في كل موسم من مواسم الامتحان المدرسي نسمع بكثير من حوادث الانتحار بين المتخلفين من التلاميذ والراسبين، ولو ربي التلميذ تربية دينية لما هان عليه أن يخسر سعادته الأخروية خسرانا مبينا أسفا على أن لم ينل كل حظه من السعادة الدنيوية, ولو ربي تربية أدبية لما احتقر حياته الثمينة وازدراها ولو وجهه عنها؛ لأنها لم تقدم إليه في لفافة الشهادة المدرسية، ولو أن أستاذه ملأ قلبه بنور الإيمان ولقنه فيما يلقنه من قواعد الدين وأحكامه أن جناية المرء على نفسه أكبر إثما عند الله وأعظم جرما من جنايته على غيره لما خاطر بدينه في آخر ساعة من ساعات حياته، وهي الساعة التي ينيب فيها العاصي إلى ربه ويستغفر فيها المذنب من ذنبه، ولو أنه لقنه فيما يلقنه من
دروس الأخلاق والآداب أن العلم صفة من صفات الكمال لا سلعة من سلع التجارة يجب أن يحفل به صاحبه من حيث ذاته لا من