للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المرقص]

إن كان حقا ما يقولون من أن الكاتب لا يجمل به أن يصف مشهدا من المشاهد أو يحدث عن موقف من المواقف إلا إذا رآه بنفسه واضطلع به وأحاط علما بحقيقته, فقد أسقط في يدي وارتقيت في هذه النظرة مرتقى صعبا واستحال علي أن أكتب في هذا الموقف الذي أحاول الكتابة فيه سطرا واحدا؛ لأني لا أعرف من تقويم "الأزبكية" أكثر من أنها بقعة واقعة بين بساط الغبراء، وقبة السماء.

ولولا أن الله أعانني بصديق من أصدقائي زار المرقص مرة واحدة في حياته, ووصف لي المشهد الآتي من مشاهده, لنفضت يدي منه نفض المودع يده من تراب الميت فرارا من تهكم المتهكمين، وسخرية الساخرين.

حدث ذلك الصديق قال: ذهبت ذات ليلة إلى مرقص من مراقص الأزبكية, فرأيت على بابه جنديا يتمشى في عرصته مشية هادئة مطمئنة, فذعرت لمرآه وتراجعت قليلا قليلا وكدت أعتقد

<<  <  ج: ص:  >  >>