أنا لا أحب أن أخدع نفسي عن نفسي، ولا أحب أن أخدع الناس عنها.
أنا مسلم قبل كل شيء، أي: قبل أن أكون وطنيا أو سياسيا أو مجتمعا، بل قبل أن أكون نسمة حية في هذا الوجود.
لو علمت أن مآرب هذه الدنيا وأغراضها لا تنال إلا بترك شعيرة من شعائر الدين أو العبث بفريضة من فرائضه لعفتها واجتويتها, ونفضت يدي منها وقلت لها كما قال لها علي بن أبي طالب من قبل: إليك عني, غرّي غيري, ما لي بك حاجة.
لو لم يكن في الأمر إلا أن أخسر ديني فأربح دنياي، أو أخسر دنياي فأربح ديني، لآثرت أخراهما على أولاهما؛ لأني أعلم أني إن خسرت ديني فقد خسرت كل شيء.
لو علمت أن الوطنية وهي أفضل ما حمل امرؤ بين جنبيه من خلال الخير تعترض دون طريقي إلى آخرتي، أو تمتد حجابا بيني وبين ربي، لخرجت منها كما أخرج من ردائي، ثم خلصت