يقصون في القصص الخرافية أن حكيما من حكماء اليونان كان يحب زوجته حبا ملك عليه عقله وقلبه, وأحاط به إحاطة الشعاع بالمصباح المتقد، وكان يمازج هناءه الحاضر شقاء مستقبل يسوقه إلى نفسه الخوف من أن تدور الأيام دورتها فيموت, ويفلت من أشراكه ذلك القلب الذي كان مغتبطا باعتلاقه إلى صائد آخر يعتلقه من بعده، وكان كلما أبث زوجته سره وشكا إليها ما يساور قلبه من ذلك الهم حنت عليه, وعللته بمعسول الأماني, وأقسمت له بكل محرجة من الأيمان أنها لا تسترد هبة قلبها منه حيا وميتا, فكان يسكن إلى ذلك سكون الجرح الذرب تحت ميزاب الماء البارد ثم يعود إلى هواجسه ووساوسه، حتى مر في بعض روحاته إلى منزله في ليلة من الليالي المقمرة بمقبرة المدينة, فبدا له أن يدخلها ليروح عن نفسه هموم الموت بوقفة بين قبور الموتى، وكثيرا ما يتداوى شارب الخمر بالخمر ويدفع الخوف الخائف إلى مبعث خوفه, ويلذ للجبان وهو يرتعد فرقا الإصغاء إلى حديث الأفاعي