مررت صباح اليوم أمام المرآة فلمحت في رأسي شعرة بيضاء، تلمع في تلك اللمة السوداء، لمعان شرارة البرق في الليلة الظلماء.
رأيت الشعرة البيضاء في فودي١ فارتعت لمرآها كأنما خيل إلي أنها سيف جرده القضاء على رأسي، أو علم أبيض يحمله رسول جاء من عالم الغيب ينذرني باقتراب الأجل، أو يأس قاتل عرض دون الأمل، أو جذوة نار علقت بأهداب حياتي علوقها بالحطب الجزل, ولا بد مهما ترفقت في مشيتها واتأدت في مسيرها من أن تبلغ مداها، أو خيط من خيوط الكفن الذي تنسجه يد الدهر وتعده لباسا لجثتي عندما تجردها من لباسها يد الغاسل.
أيتها الشعرة البيضاء: ما رأيت بياضا أشبه بالسواد من