للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكبرياء]

حضرة السيد الفاضل:

لي في البلدة التي أسكنها كرامة الحاكم؛ لأني أشغل وظيفة عالية فيها وقد بدا لي أن أختلف إلى المسجد لصلاة الجمعة, فاختلفتُ حتى فاجأني يوما من الأيام ما لم يكن في الحسبان.

حدث أن صعلوكا يعرفني, ويعرف مقامي تمادى في وقاحته وسوء أدبه حتى وقف بجانبي في الصلاة فاشمأزت نفسي من هذا الأمر كل الاشمئزاز, وحاولت أن أحتمله فلم أستطع, وخفت إن طردته أن يؤاخذني الناس به, فهل تعرف مسوغا شرعيا يفرق بين درجات الناس في مواقف الصلوات؟ "سائل".

يا مولانا الحاكم:

رحماك بهذا الصعلوك المفلوك الواقف بجانبك، لا تضن عليه بظلك الظليل أن يمتد إليه, فيقيه أشعة التصعلك الحارة ساعة من الزمان, ولا تحرمه نفحة من نفحات السعادة التي تهب عليه من بين أردانك العطرة علَّه يجد في تلك اللذة الخيالية

<<  <  ج: ص:  >  >>