قرأت في الصحف أن رجلا من تجار المسلمين انتحر لا لضيق يد أو شدة مرض أو بؤس حال, بل لأنه حزن على وفاة صديق له, فقتل نفسه.
إن الرجل مؤمن يعتقد ولا شك بسوء عاقبة المنتحر, فكيف هان عليه وهو في آخر يوم من أيام حياته أن يضم إلى خسارة دنياه خسارة آخرته, وهي العزاء الباقي عن كل ما يلاقي المؤمن في حياته من شقاء وعناء.
إن الانتحار من حيث هو مبدأ فاسد, وعادة مستهجنة رمتنا بها المدنية الغربية فيما رمتنا به من مفاسدها وآفاتها.
ولقد كنا نعجب قبل اليوم من تهالك المصريين على حب تقليد الغربيين حتى فيما يؤذيهم في مالهم أو عرضهم وصحتهم, أو كنا إذا أردنا المبالغة في تمثيل هذا التهالك قلنا: يوشك أن يقتل المصري نفسه بنفسه إذا علم أن ذلك عادة من العادات الغربية