لي ولد وحيد في السابعة من عمره لا أستطيع على حبي إياه وافتتاني به أن أتركهُ من بعدى غنيًّا لأني فقير، وما أنا بآسف على ذلك ولا مُبتئس؛ لأني أرجو بفضل الله وعونه، ورحمته وإحسانه، أن أترك له ثروة من العقل والأدب، هي عندي خير ألف مرة من ثروة الفضة والذهب.
أحب أن ينشأ معتمدًا على نفسه في تحصيل رزقه، وتكوين حياته، لا على أي شيء آخر حتى على الثروة التي يتركها له أبوه، ومن نشأ هذا المنشأ، وألف ألا يأكل إلاّ من الخبز الذي يصنعه بيده نشأ عزوفًا عيوفًا مترفّعًا لا يتطلع إلى ما في يد غيره، ولا يستعذب طعم الصدقة والإحسان.
أحب أن ينشأ رجلًا، ولا سبيل إلى الرجولة إلاَّ من ناحية العمل، وقلّمَا يعمل العامل إلاَّ بسائق من الضرورة ودافع من
١ كتب الكاتب هذه الرسالة جوابًا على سؤال هذا نصه: "أيهما أصلح للإنسان أن يولد فقيرًا أو غنيًا؟ ".