للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمجية والوحشية التي تزعمون أنها الإسلام.

ما جاء الإسلام إلا ليستل من القلوب أضغانها وأحقادها ثم يملؤها بعد ذلك حكمة ورحمة ليعيش الناس في سعادة وهناء، وما هذه القطرات من الدماء التي أراقها في هذا السبيل إلا بمثابة البضع العضوي الذي يتذرع به الطبيب إلى شفاء المريض.

عذرتكم لو أن هؤلاء الذين تريقون دماءهم في بلادكم كانوا ظالمين لكم في شأن من شئون حياتكم، أو ذاهبين في معاشرتكم والكون معكم مذاهب سوء تخافون مغبتها، وتخشون عاقبتها، أما والقوم في ظلالكم والكون تحت أجنحتكم أضعف من أن يمدوا إليكم يد سوء أو يبتدروكم ببادرة شر فلا عذر لكم.

عذرتكم بعض العذر لو لم تقتلوا الأطفال الذين لا يسألهم الله عن دين ولا مذهب قبل أن يبلغوا سن الحلم، والنساء الضعيفات اللواتي لا يحسن في هذه الحياة أخذا ولا ردا، والشيوخ الزاحفين إلى القبور قبل أن تزحفوا إليهم وتتعجلوا قضاء الله فيهم.

أما وقد أخذتم البريء بجريرة المذنب فأنتم مجرمون لا مجاهدون، وسفاكون لا محاربون.

من أي صخرة من الصخور أو هضبة من هضبات الجبال

<<  <  ج: ص:  >  >>