منفذا ينفذون منه إلى قلوبكم، فإن طاف بكم طائف من شياطينهم فأعرضوا عنه وامضوا في سبيلكم، واحذروا أن تكونوا سيقة لرئيس أو لعبة في يد زعيم, وليكن كل منكم زعيم نفسه، ومسترشد قلبه، فنفوسكم أرحم بكم، وقلوبكم أصدق في نصيحتكم، فإن فعلتم ذلك نجوتم من ذل الانقياد، وسلكتم سبيل الرشاد، وأصبحتم وإذا أنتم أمة واحدة ترى رأيا واحدا وتحس إحساسا واحدا.
واعلموا أن ما بينكم اليوم من الاختلاف في الرأي والاضطراب في المذهب إنما هو وهم من الأوهام الكاذبة، وخيال من الخيالات الباطلة، ولو رجعتم إلى أنفسكم وأصغيتم إلى أصوات قلوبكم، لتبين لكم أنه لا يوجد فرد من أفرادكم إلا وهو أحرص من أخيه على حب الوطن وإرادة الخير له.
سدد الله طريقكم، وأنار لكم سبيلكم، وأفاض عليكم من رحمته وإحسانه ما يفرج كربتكم، ويكشف غمتكم والسلام.