فآواها إلى منزله ليخلصها من ذلك الموقف الذي كانت فيه بين ذراعي وجبهة الأسد، وما فرغ من هذه القصة حتى رفعت إليه حادثة أخرى تشبه الحادثة الأولى من جميع وجوهها إلا أن الزوج في هذه المرة خدع زوجه عن نفسها وسقاها مخدرا فعقرها كما عقر شقي ثمود ناقته من قبل.
إن المرأة المصرية شقية بائسة ولا سبب لشقائها وبؤسها إلا جهلها وضعف مداركها.
إنها لا تحسن عملا ولا تعرف باب مرتزق ولا تجد بين يديها سلعة تتجر بها وتقتات منها إلا قلب رجل، فإن استطاعت أن تمتلكه عاشت عيشا رغدا، أو لا فلا مفر لها من الشقاء من المهد إلى اللحد.
ودون امتلاكها هذا القلب القاسي المتحجر أهوال عظام وعقبات لو كلف الرجل على ما به من قوة وأيد وسعة حيلة أن يجتاز عقبة واحدة منها لسقط بين اليأس والاستسلام.
متى بلغت الفتاة سن الزواج سواء أكان ذلك على تقدير الطبيعة أو تقدير أولئك الجهلاء أولياء أمر تينك الفتاتين استثقل أهلها ظلها وبرموا بها وحاسبوها على المضغة والجرعة، والقومة والقعدة، ورأوا أنها عالة عليهم، وأن لا حق لها في العيش في