للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد يكون الولع برضاء الناس والخوف من سخطهم مذهبا من مذاهب الخير, وطريقا من طرق الهداية للضالّ عنها لو أن الفضيلة هي الخلق المنتشر فيهم والغالب على أمرهم، بل لو كان الأمر كذلك لآثرت أن يعرض المرء نفسه على الفضيلة ذاتها من حيث هي, لا من حيث تشخصها في أفعال الناس وأقوالهم، فإذا استوثق منها وعلم أنها قد خالطت قلبه وأخذت مستقرها من نفسه جعلها ميزانا يزن به أقواله وأفعاله كما يزن به أقوال الناس وأفعالهم, ثم لا يبالي بعد ذلك أرضوا عنه أو سخطوا عليه, أو أحبوه أو أبغضوه, فإنما يبكي على الحب النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>