للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثلج الصدر، حتى ليخيل إليه أن الفضاء بأرضه وسمائه أضيق من أن يسع قلبه الطائر المحلق فرحا وسرورا.

يقولون: إن السياسة ليست علما من العلوم التي يتعلمها الإنسان في مدرسة أو يدرسها في كتاب، وإنما هي مجموعة أفكار قانونها التجارب وقاعدتها العمل، أتدري لماذا؟

لأن العلماء أشرف من أن يدونوا المكايد والحيل في كتاب، والمدارس أجلّ من أن تجعل بجانب دروس الأخلاق والآداب دروس الأكاذيب والأباطيل، وإلا فكل طائفة من طوائف المعلومات المتشابهة تدخل بطبيعتها تحت قانون عام يؤلفها, ويجمع بين أشتاتها.

هؤلاء هم السياسيون وهذه هي أخلاقهم وغرائزهم في الأعم الأغلب من شئونهم وأطوارهم، فهل تظن أيها الكاتب أن رجلا نصب نفسه لنصرة الحقيقة والأخذ بضبعي الفضيلة لاستنقاذها من بين مخالب الرذيلة, ووقف قلمه على تهذيب النفوس وترقية الخلاق, وملأ في رسائله فضاء الأرض والسماء بكاء ونواحا على أمته المسكينة المستضعفة, يستطيع أن يكون سياسيا أو محبا للسياسيين؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>