فإن كنت لا بد منتقما فليكن مثلك مثل الأحنف بن قيس؛ إذ جاءه رجل قد جعل له بعض الناس جعلا على أن يغضبه, فما زال يسبه ويشتمه ويلح في ذلك إلحاحا محرجا والأحنف ساكت لا يقول شيئا, حتى ضاق بالرجل أمره فانقلب إلى قومه باكيا نادبا يأكل أصبعه أكلا ويقول: والله ما سكت عني إلا لهواني عليه.
الأخلاق:
مثل المتعلم غير المتأدب كمثل شجرة عارية لا تورق, ولا تثمر قد انتصبت للناس في ملتقى الطريق تعترض الرائح وتصد سبيل الغادي, فلا الناس بظلها يستظلون، ولا هم من شرها ناجون.
الاعتدال:
بين الجبن والتهور منزلة هي الشجاعة والإقدام، وبين البخل والإسراف منزلة هي الكرم، وبين العفو والانتقام منزلة هي العقوبة، وبين العجز والجهل منزلة هي الحكمة، فليكن من أفضل ما تأخذ به نفسك التريث والتثبت عند النظر في الفرق بين مشتبه الفضائل والرذائل، واعلم أنك لا تزال كريما حتى تنفق مالك في غير موضعه فإذا أنت مسرف، وأنك لا تزال حليما حتى تغضب للباطل فإذا أنت جهول، وأنك لا تزال جبانا حتى تقاتل عن عرضك